ثاني أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، اسمه الحسن كنيته أبو محمد وأشهر ألقابه الزكي، أبوه الإمام علي (عليه السلام)، وأمه فاطمة الزهراء (عليها السلام). ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان، السنة الثالثة بعد الهجرة.
وتقسم مراحل حياته لثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الطفولة في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي ( سنوات. وقد وردت أحاديث في محبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام الحسن والحسين (عليهما السلام) والثناء عليهما، منها: "من أحب الحسن والحسين فقد احبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني"، "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، "ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا"، ويشير في ذلك أنهما إمامان في الثورة والصبر والصلح وغيرها. ومن الآيات النازلة فيه وفي أخيه الحسين (عليه السلام) آية التطهير والمودة والمباهلة.
المرحلة الثانية: مع أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي (29) عاماً. وقد صحب أباه، وشاركه في أموره وحروبه، وشارك في الجمل وصفين وسطر فيهما ملاحم بطولية. وحين حضرته الوفاة، عين الإمام الحسن (عليه السلام) محله إماماً للمسلمين بوصية من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
المرحلة الثالثة: مرحلة إمامته (10) سنوات، من سنة (40) إلى (50) للهجرة فإنه بعد شهادة أبيه أصبح خليفة للمسلمين، وقد بدأت مخططات ومؤامرات الحكم الأموي ضده، حيث استخدم مختلف الأساليب ضد أهل البيت (عليهم السلام) ومبادئهم وشيعتهم. من الإرهاب ومطاردة أتباع مذهب أهل البيت والتنكيل بهم. ووضع الأحاديث في ذمهم، ومدح مخالفيهم، وسب الإمام علي (عليه السلام) على المنابر، وشراء الضمائر وطلاب الدنيا بالأموال والمناصب ونشر العصبية الجاهلية، والتفرقة القبلية، وتطبيع المسلمين على إسلام مزيف يتلاءم وأطماعهم ونشر المجون والفساد الأخلاقي بين المسلمين، وغيرها مما تذكرها الكثير من المصادر لأجل أن يحقق أطماعه وسيطرته من خلال هذه الأساليب، وقد اضطر الإمام الحسن (عليه السلام) لمحاربته حفاظاً على الإسلام الأصيل. فقام بتجهيز الحملة العسكرية التي كان الإمام علي (عليه السلام) قد بدأ بإعدادها قبل استشهاده لمحاربة معاوية المتمرد والمنحرف عن خط الإسلام، وتحرّك الجيش باتجاه الشام، وحتى لا تعود الجاهلية بعد أن قدم المسلمون المخلصون كل التضحيات في سبيل الإسلام، ولكن عوامل جديدة حالت دون الاستمرار بالزحف، ومن هذه العوامل:
1- خيانة بعض قادة الجيش الذين اشترى معاوية ضمائرهم بالمال.
2- انشقاق واختلاف أفراد جيش الإمام وتشرذمه وتخاذلهم وتراجعهم بفعل أساليب معاوية.
3- محاولة بعض القادة تسليم الإمام الحسن (عليه السلام) حيّاً إلى معاوية. مما اضطر معه الإمام (عليه السلام) لتقبل الصلح بشروط منها:
1- احترام دماء الشيعة، وعدم الاعتداء على حقوقهم.
2- الامتناع عن سب الإمام علي (عليه السلام).
3- التزام معاوية بالعمل بكتاب الله وسنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
4- لا يعين معاوية أحداً بعده للخلافة وإنما يعود الأمر إلى الإمام الحسن، وإن كان ميّتاً، فالأمر يعود إلى أخيه الإمام الحسين (عليه السلام). ووافق معاوية على الشروط، وكلها تستهدف الحفاظ على الإسلام، ولكن بعد ذلك نقض الشروط والعهود كلها، وهو ما قصده الإمام (عليه السلام) ويعلمه مسبقاً قبل الصلح حتى يكشف حقيقة النظام الأموي للمسلمين آنذاك بل للتأريخ. وبذلك مهد الطريق لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، ولولا صلح الإمام الحسن (عليه السلام) لما كانت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث كشف انحراف النظام الأموي عن التعاليم الإسلامية وأسقط القناع عنه وقد كشف معاوية عن حقيقته في خطابه في النخيلة بعد الهدنة: "إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا إنكم تعلمون ذلك، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون، ألا وأني منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي ولا أفي بشيء منها له". وقد رجع الإمام (عليه السلام) للمدينة، ولكن معاوية دس له السمّ على يد زوجته جعده بنت الأشعث بن قيس الكندي، وقال لها: إن قتلتِه بالسمّ فلك مائة ألف وأزوجك يزيد ابني، وقد دسّت له السمّ، فاستشهد الإمام (عليه السلام) في (28) صفر سنة (50) هجرية ودفن في البقيع في المدينة. ومن خصاله: الورع، كان يرتجف حين وضوئه لصلاته، وعن الإمام الصادق: "إن الحسن كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حج|ّ ماشياً وربما مشى حافياً وكان إذا ذكر الموت بكى". وقد حجّ خمسة وعشرين حجة ماشياً، وربما بدون نعل. وتميز بالجود والعطاء، وكذلك بالحلم. ومن أساليب الأمويين وغيرهم من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) وضع الأحاديث والأخبار الكاذبة التي تستهدف تشويه سمعتهم، والحد من انتشارها بين المسلمين خوفاً على أطماعهم، ومنها ما وضعوه من أخبار حول الإمام الحسن (عليه السلام) أنه كثير الزواج والطلاق، وقد كتب الباحثون المنصفون حلو كذب هذه التهمة. ويظل الإمام الحسن (عليه السلام) امتداداً لشخصية جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبيه المرتضى (عليه السلام)، كما تظل خطبه وحكمه ورسائله متميّزة فنياً وفكرياً، فمن حكمه وكلماته القصار قوله (عليه السلام): "هلاك المرء في ثلاث، الكبر والحرص والحسد، ففي الكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس، والحرص عدو النفس وبه أخرج آدم من الجنة، والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل وهابيل". وقال (عليه السلام): "لا أدب لمن لا عقل له، ولا مروءة لمن لا همة له، ولا حياء لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك الداران جميعاً".
وتقسم مراحل حياته لثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الطفولة في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي ( سنوات. وقد وردت أحاديث في محبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام الحسن والحسين (عليهما السلام) والثناء عليهما، منها: "من أحب الحسن والحسين فقد احبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني"، "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، "ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا"، ويشير في ذلك أنهما إمامان في الثورة والصبر والصلح وغيرها. ومن الآيات النازلة فيه وفي أخيه الحسين (عليه السلام) آية التطهير والمودة والمباهلة.
المرحلة الثانية: مع أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي (29) عاماً. وقد صحب أباه، وشاركه في أموره وحروبه، وشارك في الجمل وصفين وسطر فيهما ملاحم بطولية. وحين حضرته الوفاة، عين الإمام الحسن (عليه السلام) محله إماماً للمسلمين بوصية من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
المرحلة الثالثة: مرحلة إمامته (10) سنوات، من سنة (40) إلى (50) للهجرة فإنه بعد شهادة أبيه أصبح خليفة للمسلمين، وقد بدأت مخططات ومؤامرات الحكم الأموي ضده، حيث استخدم مختلف الأساليب ضد أهل البيت (عليهم السلام) ومبادئهم وشيعتهم. من الإرهاب ومطاردة أتباع مذهب أهل البيت والتنكيل بهم. ووضع الأحاديث في ذمهم، ومدح مخالفيهم، وسب الإمام علي (عليه السلام) على المنابر، وشراء الضمائر وطلاب الدنيا بالأموال والمناصب ونشر العصبية الجاهلية، والتفرقة القبلية، وتطبيع المسلمين على إسلام مزيف يتلاءم وأطماعهم ونشر المجون والفساد الأخلاقي بين المسلمين، وغيرها مما تذكرها الكثير من المصادر لأجل أن يحقق أطماعه وسيطرته من خلال هذه الأساليب، وقد اضطر الإمام الحسن (عليه السلام) لمحاربته حفاظاً على الإسلام الأصيل. فقام بتجهيز الحملة العسكرية التي كان الإمام علي (عليه السلام) قد بدأ بإعدادها قبل استشهاده لمحاربة معاوية المتمرد والمنحرف عن خط الإسلام، وتحرّك الجيش باتجاه الشام، وحتى لا تعود الجاهلية بعد أن قدم المسلمون المخلصون كل التضحيات في سبيل الإسلام، ولكن عوامل جديدة حالت دون الاستمرار بالزحف، ومن هذه العوامل:
1- خيانة بعض قادة الجيش الذين اشترى معاوية ضمائرهم بالمال.
2- انشقاق واختلاف أفراد جيش الإمام وتشرذمه وتخاذلهم وتراجعهم بفعل أساليب معاوية.
3- محاولة بعض القادة تسليم الإمام الحسن (عليه السلام) حيّاً إلى معاوية. مما اضطر معه الإمام (عليه السلام) لتقبل الصلح بشروط منها:
1- احترام دماء الشيعة، وعدم الاعتداء على حقوقهم.
2- الامتناع عن سب الإمام علي (عليه السلام).
3- التزام معاوية بالعمل بكتاب الله وسنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
4- لا يعين معاوية أحداً بعده للخلافة وإنما يعود الأمر إلى الإمام الحسن، وإن كان ميّتاً، فالأمر يعود إلى أخيه الإمام الحسين (عليه السلام). ووافق معاوية على الشروط، وكلها تستهدف الحفاظ على الإسلام، ولكن بعد ذلك نقض الشروط والعهود كلها، وهو ما قصده الإمام (عليه السلام) ويعلمه مسبقاً قبل الصلح حتى يكشف حقيقة النظام الأموي للمسلمين آنذاك بل للتأريخ. وبذلك مهد الطريق لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، ولولا صلح الإمام الحسن (عليه السلام) لما كانت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث كشف انحراف النظام الأموي عن التعاليم الإسلامية وأسقط القناع عنه وقد كشف معاوية عن حقيقته في خطابه في النخيلة بعد الهدنة: "إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا إنكم تعلمون ذلك، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون، ألا وأني منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي ولا أفي بشيء منها له". وقد رجع الإمام (عليه السلام) للمدينة، ولكن معاوية دس له السمّ على يد زوجته جعده بنت الأشعث بن قيس الكندي، وقال لها: إن قتلتِه بالسمّ فلك مائة ألف وأزوجك يزيد ابني، وقد دسّت له السمّ، فاستشهد الإمام (عليه السلام) في (28) صفر سنة (50) هجرية ودفن في البقيع في المدينة. ومن خصاله: الورع، كان يرتجف حين وضوئه لصلاته، وعن الإمام الصادق: "إن الحسن كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حج|ّ ماشياً وربما مشى حافياً وكان إذا ذكر الموت بكى". وقد حجّ خمسة وعشرين حجة ماشياً، وربما بدون نعل. وتميز بالجود والعطاء، وكذلك بالحلم. ومن أساليب الأمويين وغيرهم من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) وضع الأحاديث والأخبار الكاذبة التي تستهدف تشويه سمعتهم، والحد من انتشارها بين المسلمين خوفاً على أطماعهم، ومنها ما وضعوه من أخبار حول الإمام الحسن (عليه السلام) أنه كثير الزواج والطلاق، وقد كتب الباحثون المنصفون حلو كذب هذه التهمة. ويظل الإمام الحسن (عليه السلام) امتداداً لشخصية جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبيه المرتضى (عليه السلام)، كما تظل خطبه وحكمه ورسائله متميّزة فنياً وفكرياً، فمن حكمه وكلماته القصار قوله (عليه السلام): "هلاك المرء في ثلاث، الكبر والحرص والحسد، ففي الكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس، والحرص عدو النفس وبه أخرج آدم من الجنة، والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل وهابيل". وقال (عليه السلام): "لا أدب لمن لا عقل له، ولا مروءة لمن لا همة له، ولا حياء لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك الداران جميعاً".